هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم في منتدى ثانوية الارك التاهيلية


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

طبيعة عمل التلميذ خارج القسم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1طبيعة عمل التلميذ خارج القسم Empty طبيعة عمل التلميذ خارج القسم الإثنين ديسمبر 01, 2008 2:46 am

sadiki driss

sadiki driss

طبيعة عمل التلميذ خارج القسم


يقوم التلاميذ خارج قاعات الدراسة بأعمال كثيرة و نشاطات متنوعة لا تقبل االحصر، لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
1 ــ أعمال حياتية مختلفة لا تنتظمها أطر محددة يمارسها التلاميذ في نطاق حياتهم العادية، لا علاقة لها بالدراسة والحياة المدرسية.
2 ــ أعمال جماعية أو فردية تلقائية أو منظمة يمارسونها في إطار نشاطات تربوية موازية قد لا تكون ذات علاقة مباشرة بنشاطهم التعليمي في المعهد والمدرسة، ولكنها تقدم دعما قويا للعمليــة التربوية وتساعد على تهذيــب ميول المتعلمين وتنمية ملكاتهـــم وتحسين كفاءاتهم، ويمكن للمربيــن رعايتها والمساهمة في إثرائهـا، والاستفادة منها لدعم جهودهم التربويــة والتعليميــة: مثل المطالعة وريادة المكتبــات، ومثل الممارسات الفنية والتقنيــة في إطار نشاطات النوادي المدرسية والجمعياتية، الثقافية منها والشبابية الرياضية...الخ.
3 ــ أعمـــال تعليمية متينة الصلة بالـــدروس وبالنشــاط التعليمي في القسم تمهيدا
وتحضيرا أو تكميلا وتطبيقا لما تلقاه التلاميذ أو سوف يتلقونه في قاعة الدرس.
ولئن كان النوع الأول مستعصيا على الحصر، لا يعني المربين أمــره، إذ لا سلطة لهم عليه ولا يملكون القدرة على التدخـــل فيه لغاية تنظيمه، فإن النوع الثاني حري باهتمام البحوث والدراسات التربوية، وجدير بأن يكون موضوع ملتقيات و ندوات تعنى بدراسته، وتحديد سبــل تنظيمه وإثرائـــه، وكيفية توجيهه ليكون في خدمة العمليـة التربوية. ولكنه على الرغم من أهميته تربويا فهو ليس موضوع بحثنا هذا الذي ينبغي أن ينصب الاهتمام فيه على النوع الثالث من الأعمال التي يمارسها التلاميذ خارج القسم، وهي الأعمال التي يكلفون بها من قبل أساتذتهم لغاية التمهيد لدرس بعينه أو تكميله.
من هذا المنطلــق تصبح عبارة »عمـل التلميذ خارج القسم« مصطلحــا تربويا محدد الدلالة يطلق على جملة الأعمال ذات المضامين التعليمية التي يمارسها التلاميذ خارج قاعات الدراسة تكميلا أو تمهيدا لــدرس أو مجموعة من الدروس التي أنجــزوها أو سوف ينجزونها في الفصل، وهو نشاط يمكن حصره في نوعين رئيسيين:
1 ـ أعمال تمهيدية سابقة عن الدرس يمارسها التلاميذ بتكليف مسبق من أستاذهم
بشكل صريح أو ضمني، وتنجز تلك الأعمال في أحد إطارين:
أ ) في إطار عمل تحضيري عادي يقوم به التلاميذ تلقائيـا بحكم العادة أو بتكليف صريح من الأستاذ وهي أعمال يحتاج إليها على وجه الخصوص في المواد الإنسانية اللغوية منها والاجتماعية والفكرية مثل حاجة الدرس إلى قراءة التلاميذ نص الاستثمار والاطلاع عليه مسبقا و محاولة فهمه فهما أوليا و الاستفادة المبدئية من جهازه البيداغوجي.
ب ) في إطار أعمال تمهيدية منظمة لا يمارسها التلاميذ من تلقاء أنفسهم و إنما تكون بتكليف من الأستاذ يوجههم إليها بواسطة أسئلة محددة ترسم لهم ملامح العمل المطلوب منهم إنجازه قبل الدرس إما في شكل بحث مسبق يجيبون فيه عن أسئلة محددة و إما في صورة تكوين ملف لدراسة ظاهرة طبيعية أو اجتماعية أو تاريخية ...الخ.
2 ـ أعمال تطبيقية لاحقة قد تكون في شكل تمارين منزلية وقد تكون في شكل أعمال تطبيقية تساعد التلاميذ على ممارسة ما درسوه في القسم و تطبيقه فعليا في الواقع العملي.


مدى الحاجة لعمل التلميذ خارج القسم

غيرت التربية الحديثة طبيعة العلاقة بين المعلم والمتعلم فارتقت بها من مستوى العلاقة العمودية السلطوية التي تربط بين باث ومتقبل، بين مالك المعرفة وطالبها إلى مستوى علاقة أفقيـة بين منشــط رشيــد وعناصــر نشيطـة تتدفــق حيوية وتمتلـك من القــدرات والملكــات ومن المعطيــات والمكتسبات التي لا تحتـاج إلى معلـم وإنما تحتـاج إلى موجه يمتلك القــدرة على تنظيم تلك الإمكانيات و تنشيط تلك الملكات والقدرات واستفزازها لتعبر عن وجودها. وكذلك تحولت مهمة المربي إلى ضرب من تنظيم نشاط المتعلمين ، وتنمية ملكاتهم و تدريبهم على المشاركة الفاعلة في تسيير الدرس و إنجاز العملية التربوية وهي مهمة تقتضي أن يتوفــر للمتعلمين حد أدنى من المعطيات ينطلقـون منها ويبنـون نشاطهم الذهني عليها، وهي معطيات قدتكون نوعا من المكتسبات و الخبرات السابقة يستفز الأستاذ أذهـان التلاميـذ لاستعادتها لغاية تنظيمـها و إثرائها و تعميقها مثلما هو الحال مع كثيـر من المواد الاجتماعــية و قد تكـون هذه المعطيــات ضروبــا مـن المعينات والموضحـات السمعيـة أو البصرية أو السمعيـة البصريـة أو النصية الموثقة يوفرها الأستاذ و يساعــد التلاميــذ على حسن استثمــار و استنتاج معلومات
الدرس من خلالها، فإن لم يكن هذا و لا ذاك فقد يلتجئ الأستاذ إلى تكليف التلاميذ ببحث مسبق
أو بتكويـن ملفـات فيكـون عمل التلميذ خـارج القسـم عبـارة عن ضرب من المعينـات يوفرها التلاميذ بأنفسهم لتكون لهم بمثابة التمهيد و العمل التحضيري الذي يوفر لهم الحد الضروري من المعطيـات اللازمة لمشاركتهم في معالجة قضايا الدرس ومسائله، فكرية كانت أو علمية أو اجتماعية أو لغوية لسانية .
كذلك قد لا يستطيع التلاميذ استيعـاب كل المعلومات المقـررة لهم في درس ما بسبب ضيق الوقت، فتلميذ المدرسة التونسية ينشط داخل مجموعة من المتعلمين لا تقل عن الثلاثين فردا إلا في القليل النادر إذ غالبــا ما يكون عدد تلاميذ الفصل الواحــد متراوحا بين الثلاثيــن و الأربعين تلميذا ، و من ثم فإذا استثنينا الدروس التطبيقية التي يقسـم فيها تلاميــذ الفصل إلى فرق و مجموعات صغيرة تمكن كل واحد منهم من ممارسة التجربة العلمية أو مباشرة العمــل التطبيقي فعلا. إذا استثنينا ذلك واعتبرنا عدد تلاميذ الفصل خمسة وثلاثين فقط وجدنا أن نصيب تلميذنا من المباشرة الفعلية و المشاركة العملية في النشاط والتعبيــر الذاتي عن وجوده والإفصاح عن خواطره وتصوراتــه ومواقفه هو دائما على غاية من المحدودية مهما اعتمد المدرسون من الطرق النشيطة إذ يكون حظ التلميذ الواحد من النشــاط الشخصــي و الممارسة الفردية المباشرة مساويا لنسبة الزمن الذي يقضيه في قاعة الدرس مقســوما على عـدد تلاميذ الفصل (50 دقيقة مقسومة على 35 تلميذا Ü 50/35 =1.42 ) هـذا إذا كان الأستاذ عــادلا في توزيع النشاط و المشاركة بين تلاميذه و حرص على تنشيط جميعهم و ضمان مشاركة الخامل والنشيط على حد السواء. و إذا تجنب الإهدارات ووفق إلى استثمار الوقت المخصص للدرس كاملا دون أية إهدارات و أية إضاعة. على هذا الأساس تكون بعض دروسنا المقــررة في برامجنــا تحتاج إلى تكليف التلاميـذ بعمل تمهيـدي مسبــق و تكون بعض موادنا تحتاج إلى تكثيف التمارين المنزلية و تكليف التلاميذ بأعمال تكميلية لاحقــة يمارسونها خارج القسم. و من هذا المنطلـق تكون الحاجة إلى تكليـف التلاميذ بأعمال خـــارج القســم من الحاجات التربويـة الحيويـة التي ينبغي أن يكون لها نصيبها في البحــوث و الدراسات التربوية تنظيــرا و تطبيقا و ضبطا للمقاييس و القواعد التقنية اللازمة لتنظيم عمل التلميذ خارج القسـم و ضمان حسن استثماره .


الأستاذ عبد الجليل الميساوي
متفقد أول للتعليم الثانوي

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى